Telegram Group & Telegram Channel
عندما كنّا تلاميذاً في الابتدائيّة، قبلَ أكثرِ من ستّينَ عاماً، وعندما لم تكُن فلسطين مُحتَلّةً كُلّها بعد (كان أقلُّ من نصفها مُحتَلاًّ فقط).
كانت المدارسُ تتظاهرُ في يوم "وعد بلفور" (لأنّ نكسةَ 5 حزيران 1967 لم تكُن قد حلَّت بنا بعد).
كانت كُلُّ مدرسةٍ تتظاهَرُ ضد الأخرى، حيثُ يذهبُ التلاميذُ المُتظاهِرون إلى المدارس التي لا تتظاهَر (بسبب رفض إداراتها لذلك)، ويبدئون بالهتاف :
"لو تطَلْعوهُم، لو نكَسِّر الجام"
أي إمّا أن تسمحوا للتلاميذ بالخروج من المدرسة والتظاهر معنا، أو سنقوم بتهشيم زجاج نوافذ المدرسة على رؤوسكم ورؤوسهم .
وهذا ما كانَ يحدثُ قولاً وفعلاً..
يتكَسَّرُ "جامُ" جميع المدارس، وتبقى نوافذها بلا "جام" طيلةَ عامٍ كامل، يُعاني فيه التلاميذ الأمرّينِ حرّاً وبرداً، بينما يمضي "بلفور" قُدُماً في تحقيق "وعده".
منذُ ذلك الوقت ونحنُ "نكَسِرُ" الكثير من زجاج نوافذنا، و "جام" مدارسنا دون جدوى.. و "طَلَعنا" من المدارسِ، ومن التاريخ.. وتمَّ تكبيلنا بالكثيرِ من "الوعود"، ولا "وعداً" واحداً تحقّق منها غير "وعد بلفور".
منذُ ذلك الوقت " طَلَعنا" من كُلِّ شيء، وتمَّ تهشيمِ زجاجُ نوافذنا (مع سبق الإصرار والترَصُّد)، وتمّ تكسيرُ أبوابنا، وهدم بيوتنا فوق رؤوسنا، بل وقمنا بنهبِ بعضنا بعضاً كالغزاةِ الأوائل، فما أسقَطْنا وعداً لأكثرِ من "بلفورٍ" واحد (ظهر بعضهم بيننا، وكانوا منّا). لننتهي إلى هذا "العار" الكارثيّ الذي نحنُ فيهِ الآن، حيثُ فلسطين (كُلُّ فلسطين) لم تعُد لنا، وتمّ احتلالَها (واحتلالنا) سَلَفاً، على نحوٍ شاملٍ وتامّ، من النهرِ إلى البحر، ومن فروةِ الرأسِ إلى كاحلِ القَدم.

- عماد عبد اللطيف سالم



tg-me.com/adb_cafe/15156
Create:
Last Update:

عندما كنّا تلاميذاً في الابتدائيّة، قبلَ أكثرِ من ستّينَ عاماً، وعندما لم تكُن فلسطين مُحتَلّةً كُلّها بعد (كان أقلُّ من نصفها مُحتَلاًّ فقط).
كانت المدارسُ تتظاهرُ في يوم "وعد بلفور" (لأنّ نكسةَ 5 حزيران 1967 لم تكُن قد حلَّت بنا بعد).
كانت كُلُّ مدرسةٍ تتظاهَرُ ضد الأخرى، حيثُ يذهبُ التلاميذُ المُتظاهِرون إلى المدارس التي لا تتظاهَر (بسبب رفض إداراتها لذلك)، ويبدئون بالهتاف :
"لو تطَلْعوهُم، لو نكَسِّر الجام"
أي إمّا أن تسمحوا للتلاميذ بالخروج من المدرسة والتظاهر معنا، أو سنقوم بتهشيم زجاج نوافذ المدرسة على رؤوسكم ورؤوسهم .
وهذا ما كانَ يحدثُ قولاً وفعلاً..
يتكَسَّرُ "جامُ" جميع المدارس، وتبقى نوافذها بلا "جام" طيلةَ عامٍ كامل، يُعاني فيه التلاميذ الأمرّينِ حرّاً وبرداً، بينما يمضي "بلفور" قُدُماً في تحقيق "وعده".
منذُ ذلك الوقت ونحنُ "نكَسِرُ" الكثير من زجاج نوافذنا، و "جام" مدارسنا دون جدوى.. و "طَلَعنا" من المدارسِ، ومن التاريخ.. وتمَّ تكبيلنا بالكثيرِ من "الوعود"، ولا "وعداً" واحداً تحقّق منها غير "وعد بلفور".
منذُ ذلك الوقت " طَلَعنا" من كُلِّ شيء، وتمَّ تهشيمِ زجاجُ نوافذنا (مع سبق الإصرار والترَصُّد)، وتمّ تكسيرُ أبوابنا، وهدم بيوتنا فوق رؤوسنا، بل وقمنا بنهبِ بعضنا بعضاً كالغزاةِ الأوائل، فما أسقَطْنا وعداً لأكثرِ من "بلفورٍ" واحد (ظهر بعضهم بيننا، وكانوا منّا). لننتهي إلى هذا "العار" الكارثيّ الذي نحنُ فيهِ الآن، حيثُ فلسطين (كُلُّ فلسطين) لم تعُد لنا، وتمّ احتلالَها (واحتلالنا) سَلَفاً، على نحوٍ شاملٍ وتامّ، من النهرِ إلى البحر، ومن فروةِ الرأسِ إلى كاحلِ القَدم.

- عماد عبد اللطيف سالم

BY خيال واسع


Warning: Undefined variable $i in /var/www/tg-me/post.php on line 283

Share with your friend now:
tg-me.com/adb_cafe/15156

View MORE
Open in Telegram


خيال واسع Telegram | DID YOU KNOW?

Date: |

Newly uncovered hack campaign in Telegram

The campaign, which security firm Check Point has named Rampant Kitten, comprises two main components, one for Windows and the other for Android. Rampant Kitten’s objective is to steal Telegram messages, passwords, and two-factor authentication codes sent by SMS and then also take screenshots and record sounds within earshot of an infected phone, the researchers said in a post published on Friday.

How Does Telegram Make Money?

Telegram is a free app and runs on donations. According to a blog on the telegram: We believe in fast and secure messaging that is also 100% free. Pavel Durov, who shares our vision, supplied Telegram with a generous donation, so we have quite enough money for the time being. If Telegram runs out, we will introduce non-essential paid options to support the infrastructure and finance developer salaries. But making profits will never be an end-goal for Telegram.

خيال واسع from sa


Telegram خيال واسع
FROM USA